top of page

البداية، السنة الأولى


البداية، السنة الأولى

(حديث و صور)

دقّت ساعة المُنبه بملاحظةٍ مكتوبة "صباحُ يومكِ الأول يا جميلتي".. أحب كثيراً أن أحدث ذاتي وأكتبُ لها نصاً وكأنها كيانٌ منفصل عني رغم أننا واحد.

سلاما ورحمة تغشيكم إيها الأصدقاء..

ولأن البدايات دوماً ما تتركُ أثراً جميلاً، جاءني قلمي نحو هنا لأشارككم كلماتٍ وصور بما مررتُ به هذا العام، أول عامٍ دراسي في كُلية الهندسة أو كما أسميها كُلية الحياة.. لم تكن كلها مليئة بالجمال بالتأكيد (الحياة مو وردية) ولكن أثرها يبقى جميلاً 😊

لنبدأ، منذ البداية فأنا أحب التسلسل في حديثي وبالمناسبة أحب الثرثرة أيضا 🙄

عن ماذا سأثرثر؟

  • الخوف من الجديد

  • المواد الهندسية

  • تضاعف الوقت وتنظيم المهام

  • الكتابة الأكاديمية واللغة

  • الدرجات ليست هدفي

  • التعلم الذاتي فن يجب إتقانه

  • التأقلم على الضغط تلو الضغط (ستصبح هريسا.. لا أمزح)

  • البــُــكاء.. تعمدتُ كتابتها هكذا لأنها مرحلة مُلازمة كُل المراحل

  • مرحلة قلة الثقة بالنفس واستعادتها

  • مع الآخر:

- الأصدقاء الجدد

- المشاركات اللاصفية تُصقل الشخصية

- الأهل

  • ممارسة هوياتي وما أحُب

  • فرحة الإنجاز​

الخوف من الجديد

ما الشعور الذي يزاحمـنا حين نخوض شيئا جديداً؟ أظننا جميعنا نتفق على أنه الخوف

أن نمر بدايةً بالخوف فهو طبيعي جدا أما أن لا نتعامل معه ونحادثه بلطف كي يرحل أو يمكننا استخدام مهاراتنا في الكاراتيه أو مراقصته بالتانغو فكل الطرق ستؤدي الى روما وهو التخلص منه ولكي نتخلص منه علينا أن لا نخاف من الخوف أولا..

على المسرح، بصوتها الجهور، وإبتسامتها الجميلة "أريد أن تأتي طالبة بجانبي وسنفعل شئياً معا" السكون كان أول ما عم على المكان. وإذا القينا الضوء على الحديث في داخلي "يا بنتي خليكِ جالسة مكانك يمكن ما تكوني قد الشيء، حتقومي وتفشلي نفسك، مافي شئ حيضيع مني لو ما قمت".. نعم اعترف لم أمتلك الشجاعة. واصل الصوت "هيا أيها الطالبات لتبادر واحدة منكن" وها هيا رفيقة، تُشرق ابتسامتها وتمشي بُخطى واثقة قد تقدمت على المسرح، ثم ماذا؟

"تفضلي، مبروك" وقد ناولتها مبلغٌ مالي بلون البنفسج. داهمت القاعة اصوات ضحك الحضور 😊 لا شيء سوى أنها ستناولها هدية على شجاعتها.

شكرا لذلك الصوت وتلك الابتسامة والاوراق النقدية التي منذ ذلك الوقت قد حولت خوفي الى حماسة لكل ما هو قادم. قد أشعلت شغفي للعمل الكامن في شعور الى فعل ومبادرة. منذ ذلك الوقت حرصت على أن لا توفتني مئاتٍ اخرى.

ما الذي يدريك أن الجانب الذي أنت فيه أفضل من الجانب الذي سيأتي.

أن تتخلص من الخوف وتحول طاقته إلى حماسة قمة الانتصار.

المواد الدراسية

الآن وأنا في قمة عنفواني وإندفاعي لما هو آتي. فقد بدأنا أن نستلم الخطة الدراسية لكل مادة ورقة لم أكن أعيرها اهتمام في السنة التحضيرية وها هي الآن أول ما أتصفحه، أن تعير للوقت اهتماما اصبح ضروريا فكل مهمة يجب أن تُنفذ قبل الdeadline ، أن تكون حريصاً ومنضبطا من صفات المهندسين الناجحين.

السنة الاولى تحتوي على اثنتا عشرة مادة، ستة منها في الترم الاول والباقية تؤخذ الترم الآخر، لن أطيل الحديث تفصيلا عنها هنا فكل منها لها رونقها ستعرفونه لاحقا.

المواد الهندسية تحتاج الى الممارسة والخوض معها بحب، أكرر الخوص معها بحب، أن تستمع معها وتدعها تستمتع معك. الاستمتاع عليه أن يكون هدفك للذهاب لكلية الهندسة.

  • البرمجة (Matlab)

  • مهارات الاتصال

  • الاقتصاد الهندسي

  • الرسم الهندسي (ٍSolidWorks)

  • التصميم الهندسي

  • وحُب الجميع.. التكامل والتفاضل

البرمجة = ممارسة.. لا تتباهى بقدر المعلومات البرمجية الي تعرفها وتباهى بقدر ما تمارسها

بالمناسبة من فرحي وضعت في برواز أول كود برمجي كتبته كان تحديا لحل مسألة ما. الفرحة كانت تكمن في الطريقة البسيطة جدا في كتابتي للحل 😊 Goal

programming code

programming Question

مهارات الاتصال مادة تتمحور في تعليم طريقة البحث العلمية، أظن أنني تعلمت منها الصبر، فالصبر صفة الباحثين.

الاقتصاد الهندسي أقولها فخراً، حصلت فيها على معدل A+ بدرجة 100 قلت فخرا ليس بشأن الدرجة ولكن فخرا لأنها كانت أول مادة اعتمد فيها على التعلم الذاتي كليا وأول مادة جامعية خضت فيها تجربة "دور على العلم، العلم ما راح يجئ دائما لعندك"

سأتحدث لاحقا عن أهمية التعلم الذاتي

مادة الرسم الهندسي جعلتني -وكما فعلت للجميع- أعيش في عقدة تحليل كل ما يحيطني من أشياء مادية وأفكر.. كيف لي أن أرسم أرجل هذا الكرسي؟ غدا سأجرب رسم هذه الطاولة وهكذا، مادة ستدخلك جو تصنيع الاشياء وأن كل المصنوعات مرت بمرحلة الرسم الهندسي بما في ذلك جهاز هاتفك الذي تقرأ منه الآن وما يحتوي داخله من دوائر الكترونية.

في التصميم الهندسي يطول الحديث عنها، نظام المادة وما تحتويه بحد ذاته ستكون تجربة مثيرة. أجمل ما فيها شعوري بالمهندسة الصغيرة داخلي في كل مراحل إنتاج المشروع إلى أن أصبح واقع ملموس. أن تتحول الفكرة لشيء تطبيقي شعور عظيم.

مادة التكامل والتفاضل في الفصل الدراسي الأول كانت أغلبها عبارة عن سؤال واحد "أوجدي قيمة التكامل التالي" ممتعة جدا، في الفصل الدراسي الثاني سيكون هناك نوعا ما تطبيقات في "لماذا سأجد التكامل" وهو ممتع أكثر أن ترى الارقام حية امامك 😊

تضاعف المهام وتنظيم الوقت

نعم أتفق أن عنوان تنظيم الوقت قد اصبح مستهلكاً ومللنا نصائحه لأننا لا ننفذ أي منها، لن اخوض هنا في كتابة عدة نصائح لتنظيم الوقت لأنني احتاج النصيحة اولا 🙈 و أنا أسلك طريقي بين هنا وهناك، اتذكر ان موعد انتهاء دوامي هو الخامسة عصراً، سأصل بعد ساعة من الزمان بسبب مكان سكني، أراجع مهامي ارى انها قد بلغت عنان السماء (أبالغ) .. والوقت؟ مين أين أحصل عليه؟ من أين أسرقه؟

الوقت قد يختبئ في نوم طويل أو في ثرثرة طويلة.. بدأت اعتقد أن النوم والثرثرة هم سارقوا الوقت. مارس عليهما دور الحاكم وضع لهم قوانين جديدة.. أن لا أترك عمل بحجة "سأكمله غدا" لأن غدا سيأتي بمهام جديدة، أن لا أضيع الفرصة عندما أكون في قمة سعادتي وراحتي في أمور ثانوية وأوجه طاقتي للأمور الاساسية أولا.. نظم فكرك وسينتظم وقتك. المهم هو ألا أشغل عقلي وأقلق بسؤال من أين احصل على الوقت؟ لان التفكير في ذلك بحد ذاته هدر للوقت.. ما أعرفه يقيناً أن الله لا يضيع أجر من يعمل وإن شاء جعل لك في الاربع وعشرون ساعة أضعافا كثيرة.

بالمناسبة يمكنكم الإستعانة بالتهديدات الذاتية.. 😎

الكتابة الأكاديمية واللغة

بلا لغة.. حرفياً هذا ما كنت أشعر به بدايةً.

وكأنه كابوس اعتراني فجأة بأنني لا أملك لغة..شرقيةٌ أم غربية فلا أنني من هذا البحر أسبح ولا في هذا المحيط أغوص. وتبدأ الكآبة، اعتقد الآن قد حان أنا اعترف إليكم، أو بالأحرى اظهار جانب مني..

أُلقب ب "Drama Queen" 💅👑

وأنني من أكتب سيناريوهات نيللي كريم و عبلة كامل 😀

هاي فايف إني كنا نتقاسم تلك الصفة. تصالحي معها، أحبِها، حدثي عقلك من الآن وصاعداً ستبسط كل الامور بالأصح اعادتها لحجمها الطبيعي. فمصطلح *بلا لغة* بحد ذاته مبالغٌ فيه.

بالحقيقة لا يوجد شخص بدون لغة ولكنها تحتاجٌ لنوع من العلاج، نوع من الممارسة معها، أن أتنزه معها في حديقة، أن اقرأ كتبٌ عنها لأعرفها أكثر، استمعُ إليها وأتحدث معها.

هكذا نبني علاقاتٍ أقوى بالاعتناء بمبدأ التحدث والاستماع قليلا والفهم بعمق.💜

الكتابة الأكاديمية مهارة تتطور بالممارسة، هذا ما خُضت به فعلياً.. فالصفحة التي كانت تستغرق مني عدة ساعات حتى إنهائها مع حسبان ساعة (البحلقة) في الورقة البيضاء، أصبحنا الآن صُحبة ونفهم بعضنا سريعاً وبديهياً.. بعض المواد الهندسية ستجربك أن تمارس ذلك إلى أن تتفننه يكفي تركنا للقلق ليستريح وننهض نحنُ للعمل.

القراءة والإطلاع على الكتابات الاخرى خطوة مهمة لإتقان الكتابة. الامر الذي تريد إتقانه عليك أن تغذي عقلك به بالإلهام 💎، على عقلك الباطن أن يحتوي مخزون كافي لتبدأ بإتقان وتفنن الشيء

تريد أن تصبح كاتباً.. إذا غذي عقلك بالكتب

تريد أن تصبح مصمم جرافيك.. غذي بصرك وعقلك بروائع التصاميم

ألهم ذاتك.

الدرجات ليست هدفي

وكأننا وجودنا في هذه الحياة كي نحرص على أن نجمع تِلك الأرقام، لا على أن نحرص بالاستمتاع بما يختبئ خلفها.

"إذا كنتِ داخلة كلية الهندسة عشان تصيري مهندسة وتأخذي شهادة، فاسحبي ملفك من الآن، لو جاية الكلية عشان تستمتعي فأهلا بك" - د.إبراهيم علوي

الاهتمام المبالغ في الحصول على الدرجات يُفسد اللذة. في السنة التحضيرية الدرجات كانت هدفي الأول لتتسنى لي فرصة دخول الكلية، أما الآن فأنا أدخلها ومعي بطاقتي الجامعية قد كُتب عليها.. التخصص: كلية الهندسة.

فلما ما أزال أحرص عليها وكأنها مقياس على قدرتي نعم الدرجات هدف في سنواتنا الدراسية، لم أكن أعني أن أهمل مذاكرة صفحات الكتاب المحددة لاختبار البرمجة في الغد كي أستمتع بممارسة اشياء اخرى وجدتها على صفحة الأنترنت أو أن استمتع بمادة محببة أكثر بحجة أن هدفي المهارة لا الدرجة! (لا تتحمسوا)

المحافظة على المعدل الدراسي خصوصا في السنوات الاولى من الجامعة في غاية الأهمية ولكن الاشكالية هو أن تتحول الى قلق وتفكير مبالغ فيه وحزن عند فقداننا لها في حين بذلنا غاية الجهد.

الدرجات ليست هدفي حين أبذل قصار جهدي استعداداً لامتحان الغد، لكن الله شاء أن يحول بيني وبينها.

أتعب، جاهد، اسعى، أسهر، واستمر.. وكن على يقين أن درجاتكَ رزقاً ايضا

عليك أن تفعل الأسباب.. والارزاق تأتي من الرزّاق.

التعلم الذاتي فن يجب إتقانه

أن كنت تريد أن تعرف مدى حُبك للعلم، فجرب التعلم الذاتي. كنت أمتلك تلك العادة منذ سنيني في الأيام الثانوية، أن أعوم بين صفحات الانترنت لأحصل على معلوماتٍ لتساؤلاتي..

التعلم الذاتي والبحث في الايام الجامعية ليس مسألة خيار إنما لِزام إن كنا نريد العلمَ والرفعة حقاً.

فلذة العلم تكمنُ هنا.

الدرجات ليست مقياس للمستوى التعليمي إنما مهاراتك وفنك في تعلمك بذاتك، فالمعرفة لا حصر للحصول عليها.

التعليم الجامعي like Building Blocks الجامعة تُعطي اللبنات الاساسية التي بدونها لا يقوى البنيان.. تريك الطريق، أو بكلمات اخرى تُعطي "مفاتيح" هذا المفتاح يُدخلك هنا والاخر هناك ومن ثُم عليك الاستكشاف. أنت

ستعطيكَ الجامعة من خِيرها وعلمها مؤكد، لكنه لا يُشبع العشاق

التعلم الذاتي فن يجب إتقانه وسيجلب لك ثروة!

التأقلم على الضغط تلو الضغط (ستصبح هريسا.. لا أمزح 🙄)

حيث ما أن أنتهي من مهمة حتى تأتي الآخرة باسمةٌ ضاحكة، تمارس جبروتها وقوتها وضعفي على إتمامها وقت ما تريد. أن تركض خلف اعمالك المتناثرة هنا وهناك، شيء مختلف تماما عن مرحلة انتقالك من الراحة وقلة الالتزامات الى مرحلة معاكسة كليا.. ما ادركتهُ يقينا أن المراحل الانتقالية هي ما يحدث فيها الألم وتشنج العضلات ما أن تبدأ بمزاولة الركض يوميا حتى تشعر بالليونة.. وتتنفس الصعداء.

ولأننا تحت الضغوط نكتسب مهارات لا نكتسبها بسواها، أرادت كلية الهندسة أن تبدئ لنا هذا المعروف ليس أكثر. ومهما تفعل بنا يزيدُ حبنا لها أكثر.. حُب.💜

البــُــكاء .. تعمدتُ كتابتها هكذا لأنها مرحلة مُلازمة كُل المراحل

من بين ذكرياتي جميعها في عامي الأول، كان البكاء له النصيب الأكبر، أتذكر كل لحظة ضعف وبكاءتي الخفية ومنها العلنية.

ذاك العام اختار البكاء أن يكون صديقي الأقرب، كرهته رغم أنه يحبني.. خاصمته أردتُ هجره لكن بعض العلاقات أقوى من إي فراق. عند بداية كتابتي لهذا التدوين حرصت ألا تفوتني فرصة ذكر بكاءتي هنا، ليس كآبة، لكن كي أجعلها مشاركة لي أولا لأعاود قراءتها بعد عدة أعوام.

الآن أنا أضحك.. وأريد احتضان نفسي حقاً.

كل لحظة بكاء، تعقبها راحة لذيذة وكأن في انجرافها تطهيرٌ لألمٍ عابر. حقيقة لم تكن الأمور تستدعي كل تلك البكاءات المبالغ فيها، لكن مُحدثتكم لا تزالُ في الثالثة من عمرها حول موضوع البكاء 😊 وبالمناسبة تصالحت مع بكاءاتي.

هل كانت بكاءاتي ضَعف؟.. مرحلة قلة الثقة بالنفس واستعادتها

"أنا لا أنتمي هُنا" أعتقد أن جملتي تلك المكونة من ثلاثة كلمات وحرفٌ واحد قد أنهت حروف صديقتي جميعها. حين أصابت عيناها الجميلتين شيء من الحزن. لا أذكر حقاً ما الذي حدث، فأنا أنسى الاحداث وفي مقابله لا يغيبُ عني شعورٌ واحد. كانت قد تلاشت روحي وانطفأ وهجها وبرقت أفكار واهنة، ضعيفة بيدي أخمداها أو اشعالها. نحنُ ننضج حين نتحكم في سير أفكارنا لا أن نجعلها الحاكمة.

هل أنتمي لهذا المكان حقا؟

أنا لا أملك القدرة ولا الموهبة!

لن أفلح!

الدرب مُستحيل!

ولكن كـــــفــــــــى.. لا يمكن لتلك العبارات أن تبني شيئا أنها تهدمني أكثر

أولا كان يجب أن اطمئن بأن "مرحلة قلة الثقة بالنفس" طبيعيا أن تحدث في المراحل الانتقالية وأن "استعادتها" بيديك.. أنت.. بعقلك.

لن أخجل بذكر ذلك هنا، نعم أنا مررتُ بذلك.

الثقة بالله أولا ثُم تأتي الثقة بالنفس هذا السُلم الذي استندت عليه.

أنا أنتمي لهنا، لأن الله أوجدني هنا، لأنه يعرفني وأجهلُ نفسي.

لأنه وهبني ما يُبقيني ويُميزني هنا.

ما يجعلني أواصل الدرب.

ولأنه من زرع حُبها في قلبي (الهندسة).

الثقة بالله تكبر فيصغُر القلق..

بين كومة ربكتي وقلقي من بين مَهمة واخرى، من مُستجدات الجهد على أنسجة عقلي وجسدي لم يألفها من قبل من الوقت المحسوب، ومِن كل التحديات والعقبات التي ستُملئ الصفحة بأكملها إن استرسلتٌ في ذِكرها.. وعلى لوحةٍ بيضاء في ركنٍ من أركان الكلية كُتبت " أليس الله بكافٍ عبده".. تردد صَداها في دَاخلي وجعلتُ قلبي يرددها بعمق أكبر وأكبر، كأنها صفعة أيقظتني في ثناياها رسالة من رحيمٍ دوما ما تدهشني عطاياه، كأنها كُتبت لأقراها في تلكَ الدقيقة، تلك الدقيقة من الزمان التي بثت في قلبي قُوة أسندتني. " أليس الله بكافٍ عبده".. كانت بلسماً ودواء. إن الجِبال الشامخة على المدى لتهتزُ عند سماعها " أليس الله بكافٍ عبده" فكيفَ بالعضلة اللينة في يسار الصدر.

كان لابد انتزاع الافكار الواهنة كلها، انتزاع منبعها كُله. وألتفتُ للكلمات المضيئة بأنني هنا وأمتلك ما يبقيني

أرواح جديدة 👼

أصابتني الحيرة، إي وصف يفئ حقهم؟ أكانوا أصدقاء أم جزء مني؟ ما أعلمه يقيناً أن رحمات السماء كتبت أن نلتقي. كي يستند كل منا على الآخر فالدروب الشاقة لا تمضي دون وجود الصديق، دون وجود المحبة والود. ما يميز أصدقاء الهندسة هو تشابه شغفهم، أن تجد من يجيد التفكير بشبيه فكرك، توحد هدفهم، وحماساتهم.

وجدتُ بعضهم بحنان واهتمام الأم، تحملوا طيشي ومُزاحاتي الكثيرة وفذلكاتي في الكلام، كنتُ بينهم "أنا" كما أنا، وحين تسقط من عيني دمعة يسارعوا في إخفائها بحضنٍ أو فكاهة. أجمل أيام العمر هي تلك التي نقضيها ونحن نسير نحو أهدافنا، في الإستمتاع بدراسة التخصص الذي نحب ولكي تكتمل الصورة فهي تحمل ألوان جديدة من المشقة والتعب تضمحل معهم. أولئك الاصدقاء الذين تلتقي بهم بين مشقات دربك، فلا يضاهيهم أحد لأنهم رأوك في أسوأ وأحسن أحاولك، ظروفنا الصعبة في انحاء الكلية لم يفهمها أحدُ سواءهم.

لأننا في نفس الدرب يشعر بعضنا بالآخر.

من طباعاتي التي أتمنى أن لا تنقرض، هو حرصي على فهم من حولي. أتأملهم قريباً أو من بعيد كي أفهم ما تخفيه مناجمهم. كنتُ اتأملهم دونَ علمٍ منهم، أن أرى ما يسعدهم، نوع الشوكولا المفضل لديهم🍫، كيف يفضلون شرب القهوة☕، أكثر ما يتقنونه، القوة التي تجعلهم مبتسمين رغم يقيني ما يخفونه، متى يريدون الصمت، طريقة ترتيب وتنظيم أحداهم لحقيبتها وكتابتها للملاحظات، إنغماسهم في أفكارهم، ملاحظاتهم الذكية، وشيء من هذا كثير

رفقاء دربي الذين تقرأون الآن بالحب المغمور في قلوبكم.. شُكرا بحجم السماء.💜

الأهل

ماذا يليق بهم كإعتذار؟ لطول انشغالي عنهم، لجهلي بكثيرٍ بما يحدث بينما أكون هنا وهناك.

ولأول مرة كنت أشعر أنني اشتاقُ إليهم حقاً، والداي وأخوتي. العائلة أعظم النعم وهم أولى الناس بالرعاية والإهتمام. الكل في مقابل أن لا أخسر عائلتي فقد رُزقت بخير الأهل. أكثر ما كان يحزنني هي تلك الأيام التي تمضي دون مجالستي لهم. أحيانا يكون نصف يومي قضيته في الجامعة، نسيت كتابة ذلك فأنا استيقظ مع صوت العصافير وأعود حين تعود لأعشاشها، أقصد أعود متأخرة جدا بعضا من الايام، فأنام أو أعاود للعمل وإنهاء مهامي فلا يتسنى الكثير من الوقت.

دعوات أمي وقت دخولي، القلق في عيناها حين تراني في رُثاء، إبتسامة أبي، اتصالاته المتكررة لاطمئنانه علي، توبيخي عند تأخري المفاجئ دون اتصالٍ مني، ضحكات أختي الصغرى ومسارعتها لاحتضاني حال وصولي وبنبرتها الصغيرة "رووووبي وحشتك" 😊 تقصد وحشتيني، ثرثرة أخواتي التي لا تنتهي وعطفهم، وأحمد حين يشتاق لمشاكستي، سخريته ونكاته المضحكة حين أبالغ في حديثي، وتقليده لطريقة حديثي حين أشكي بدموعٍ ممزوجة.

كل ذلك ينتشلني مما أرهقني.. وابتسم.

المشاركات اللاصفية تُصقل الشخصية

من بين كل الاشياء الجديدة، فإن الأنشطة والمشاركات الخارجية أضافت حلاوة لإيامي في هذه السنة. المشاركات اللاصفية كانضمامك لمسابقةٍ ما، تنظيم فعاليات الكلية، قيادة مجموعة وغيرها تُعرّفك على ذاتك أكثر، على جوانب من شخصيتك لم تكن لتظهر، مواطن قوتك وضعفك، أو تلك التي باعتقادك أنك لن تقدر عليها. ثُم تنبهرُ بنفسك كما ينبهرُ بك غيرك.

لستُ من أولئك الذين يتحدثون بطلاقة وفعالية جيدة، وكنت أخشى التحدث فعلياً أو حتى شرح فكرة ما لأشخاص أقابلهم للمرة الاولى! .. ذلك قبلَ أن أُجرب، أو على الدقة قبل قراري بكسر نطاق الراحة لتجربة الاشياء الجديدة والتخوف الذي لا سبب له سوى طريقة الفِكر!

"لا تفكر" .. ربما كانت هذه هي الخطوة الاولى، بسبب انعدام أنشطتي الخارجية سابقا وقلة علاقاتي الاجتماعية فقد كنتُ أفكر مليئاً قبل الخوض في الاشياء. التفكير الزائد مثل هذا إما انه سيفسد المتعة والحماسة أو سيعقد الأمور أكثر رغم أنها بسيطة. يكفي أن تعرف دورك الأساسي والمهام المطلوبة مِنك والتفاصيل الصغيرة تأتي لاحقاً.. لا تشغل عقلك بها.

أنا مشغول!!

عبارة تجول كثيراً في الانحاء، عُذر للبلداء.

ولكن ماذا يكمن خلف جملة "أنا مشغول" ربما الكسل، ربما عدم الرغبة

ومن منظورٍ آخر.. فإنه بسبب تحديد أنفسنا وتفكيرنا الكامل على "شيء واحد" وبالتالي اعتقادنا بعدم المقدرة على عمل أشياء اخرى لأن الواحد هذا قيدنا.

جرب جرب جرب.. فهناك مُتعة في التجربة ✨

ممارسة هوياتي وما أحب (غير الهندسة)

أؤمن أن كل منا يمتلك موهبة يشعر بالتدفق عند مزاولتها ويصل معها لمراحل من السعادة حتى ينسى من حوله.

أعتقد إنني نسيتها!

توجد مقولة جميلة جدا "أحبب ما تعمل واعمل ما تحب.. معاً"

فترة الهبوط في ممارسة الهوايات طبيعية جداً، فحين قلّت محصلتي في قراءة الكتب، جلوسي الهادئ مع كوب قهوة، مقابلة الاصدقاء القدامى، الرقص والغناء بصوتي المزعج، وكثرة استخدام الاقلام لكتابة الملاحظات بدلا من الرسم، وغيرها أصبت بالإحباط قليلاً.

"كل شيء في الحياة له وقته".. أخرجتني كلمات صديقي هذه من هذياني وإحباطي.

حاول أن تستمتع بهوياتك بين هذا وذاك، لا تقطع عنها كل البُعد فهي بهجة الروح ولكن أعطي لكل شيء وقته.

اكسر روتينك قليلا وابتعد عن جدولك اليومي بقضاء وقتٍ قصير مع ما تحب ليعيد لك الشغف ويحيي في نفسك الابداع.

هل وصلنا الى نهاية حديثي؟

أسعدتني رحلة الذكريات في كتابتي هذه، أحسست وكأن الشعور عاد مرة اخرى.. أكان عامٌ طويل حقاً؟ وما أهمية طوله.. كيف كانت النهاية؟

فرحٌ بإنجاز 🎈🎁

هنا، في تلك النقطة، حيثُ تنتهي كل ألوانِ التعب، ويتبدل الحزن ببهجة قلب، وتبقى الدموع ولكنها لفرح.

May, 2017

لم أكن أبالغ في وصفي هذه المرة فلقد كان عيداً حقاً، كفرح الأطفال بالعيدية والشوكولا. ننضج حين نستسلم لحقيقة أن الحزن يخالطه فرح ولا أحدا منها يكتمل دون الآخر. سنضحك ونبكي ونعاود الضحك وهكذا دواليك. دائما يختبئ فرح بين الحزن. تعب دراسة الهندسة لذيذ، تخيلهُ كأطعم قطعة حلوى تفضلها أو أصابع بطاطس مقرمشة (جيعانة😆) ومهما فعلت نزيد في حُبها، ربما هي نوع من الادمان. أن يضعك الله في المكانِ الذي يناسب شغفك نِعمة، وإن يضعك بين من يُشاركك هذا الشغف نعمة أكبر، وبين أولئك الذين يساندونا في دروبنا المتعرجة.أن يرزقُك فرحُ النهاية رحمة ونسمة وكرم .. تُذهب ما مضى وتشوّقك لما هو آتى حتى تدرك يقيناً جانب من الحياة.. أن الفرح العميق يأتي بعد الشقاء الأعمق، وأن حلاوة الإنجاز تكمن في مدى جُهدك المبذول له. أعطي أكثر لتفرح أكثر. كنت أشعر بأني امتلكت كل ما أريد، وأني أحلق في سماء الفرح بأقصى التحليق.

الحمد لله أقصى مبلغ الحمد.. والشكر لله من قَبل ومِن بَعدِ، الحمدلله في اليسر والعسر، الحمدلله على نعمك التي لا يحصيها غيرك

اللهم لك الحمد حمداً أبلغ به رضاك أؤدي به شكرك.

 

مشاركة صور 📸

*أنقر على الصورة لرؤيتها كاملة

 

مود الرسم أثناء المذاكرة 🎨

*أنقر على الصورة لرؤيتها كاملة

العلامات:

Recent Posts
Archive
Search By Tags
bottom of page